طفلك والموهبة قبل الدراسة

كثير من الآباء لا يدرك مواهب أطفاله، وخصوصًا قبل دخولهم المدرسة، وحتى الذين يدركون مواهب أطفالهم ربما تغيب عنهم طرق اكتشافها جيدًا ومعرفة سبل تنميتها اجتماعيًا وعلميًا ومناخيًا أيضًا.
وهناك عدة استفسارات يمكن للآباء والأمهات اعتبارها مفاتيح لاكتشاف الموهبة عند طفل ما قبل المدرسة، وهي:
هل يقوم طفلك في مرحلة ما قبل الدراسة بالتعلم بسرعة والتذكر بسهولة؟
وهل يبدو ناضجًًا بالنسبة إلى عمره الصغير؟
وهل يستخدم ذخيرة لغوية كبيرة، ويقرأ ويبدي رغبة غير عادية في التعبير بالكلمات أو يقرأ بشكل مستقل؟
هل يجرب حل المشكلات؟ وهل يفضل اللعب مع الأطفال الكبار؟
هل يبدو حساسًا؟ وهل يبدي ميلاً لحب الاستطلاع الفكري؟
وهل يبدي عاطفة تجاه الناس أو الحيوانات؟
هل يستمتع بالألغاز والمتاهات والأرقام؟
وهل يعترض؟ وهل يسأم بسرعة؟ هل لديه طاقة عالية ونشاط وحيوية؟ هل لديه موهبة فنية ما؟
وهل لديه حس فكاهي؟
هل يجمع أو ينظم الأحجار والحشرات والأشياء الأخرى؟
إذا انطبقت أي من علامات الموهبة هذه على طفلك الذي لم يدخل المدرسة بعد، فإن طفلك قد يكون موهوبًا.
من أجل ذلك أصدرت الهيئة الأمريكية للأطفال الموهوبين في جامعة ديوك (Duke) دليلاً خاصًا للآباء متضمنًا هذه الاستفسارات المذكورة لتعريفهم وإرشادهم إلى الطرق المثلى التي تساعدهم في اكتشاف وتنمية أطفالهم الذين لم يلتحقوا بعد بالمدرسة لصغر سنهم.
ما الموهبة؟
تختلف آراؤنا حول ماهية (الطفل الموهوب) بل إننا أحيانًا لا ندرك أن أطفالنا موهوبون، ولا ندرك الخصائص الأكاديمية لمواهبهم في هذه السن الصغيرة قبل دخولهم المدرسة
وحينما نلاحظ أن ما يقوم به أطفالنا أحيانًا من تصرفات شقية قد تنم عن بذور مواهب لديهم نرى أن هذه السلوكيات تمثل تحديًا لنا كآباء، فالطفل الذي يتملكه حب الاستطلاع بدرجة عالية وطاقة غير عادية يمكن أن يحيط أبويه ـ المشغولين بأمور كثيرة ـ بوابل من الأسئلة المتكررة والمستمرة، إلى جانب نشاطه المثير والمتمثل في كثرة الحركة والقفز.
لكننا إذا عرفنا وأيقنا أن هذا الطفل قد يكون بفعله هذا وشقاوته إنما يعبر عن علامات الموهبة الفكرية ويظهر ذلك بشكل عملي، فقد يكون من السهل علينا تحقيق التواصل معه بالإجابة عن أسئلته، بل وتزويده بالمحفزات التي تسترعي انتباهه وتستهويه.
هكذا يواجه الآباء والأمهات التحدي تلو التحدي، لذلك هم في حاجة دائمًا إلى أفكار جديدة وموارد تساعدهم في إشباع مواهب أطفالهم الأذكياء بل العباقرة.
لكل هذه الأسباب يقدم هذا الدليل في صفحة واحدة بعض الأمثلة للأشياء التي يمكن أن تقوم بها أنت كوالد أو راع لابنك الموهوب، وكذلك الأماكن التي يمكنك السعي إليها لمزيد من الأفكار المهمة التي تساعدك في إرشاد طفلك الذكي. وكثير من الأطفال الصغار جدًا يتطلعون إلى معرفة كيف تعمل الأشياء وكيف يدور العالم من حولهم، لذلك فمن الضروري أن تشرك أطفالك في عالمك أينما تكون.
كيف تساعد طفلك؟
اقرأ مع طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة، فالقراءة مع أطفالك أحد العوامل الرئيسة إن لم يكن أهمها على الإطلاق في نمو ملكة القراءة والاطلاع لديهم وفي أدائهم الأكاديمي فيما بعد.
اقرأ لهم القصص واشرح لهم الصور، فالأطفال عادة يدركون ما يريدون قراءته في سن مبكرة، وأحيانًا يطلبون الحصول على الكتب نفسها بعد قراءتها مرات ومرات، كما يساعد التلفزيون والألعاب والبرامج الحاسوبية الطفل على تعلم القراءة، لكن يجب ألا تكون كل هذه الوسائل بديلاً عن قضاء الوقت مع طفلك.
تحدث مع طفلك
جبل الأطفال على حب القصص والحكايات، ومن المهم أن تحكي لطفلك وأن تستخدم تجاربك الماضية ورؤيتك المستقبلية لمساعدته في تصور وتخيل ما تقول وتحكي عندما يسمعك، فأنت بذلك كله تساعده على التعلم. إن سرد القصص مختلف عن الحديث أو الحوار العادي، كما أن سرد الحكايات قد يساعد طفلك على تعلم أشكال وأغراض القراءة والكتابة.
اكتب معه!
وتستطيع أيضًا أن تشرك طفلك في قراءة وكتابة المذكرات والرسائل التي تعدها لتبعث بها إلى العائلة والأصدقاء، ومن الأفضل أن تضع قائمة بالأشياء المنزلية وتكتب عليها أسماءها. ساعد طفلك ليفكر كالكاتب.
حدثه عن العالم
ومن المهم أن تحدث طفلك عن العالم من حولك في أثناء اصطحابك له، انظر إلى الخرائط أو الكرة الأرضية قبل قيامك برحلة ما، أو عند الحديث عن قريب أو صديق خارج المدينة، وحاول أن تشرح لماذا تتغير أوراق الشجر في ألوانها وأنت تجمعها وهو معك، تحدث عن البخار وأنت تنفث نفسًا ثلجيًا باردًا أو انظر إلى السحابة من فوق إناء مليء بالماء المغلي.
أماكن المساعدة
والسؤال الآن هو: أين تذهب للحصول على المساعدة؟
إن لكل مجتمع موارد لآباء الأطفال ممن هم في مرحلة ما قبل الدراسة، وأنت في حاجة إلى معرفة أين تتوجه.
هناك المتاحف، وحدائق الحيوان، وأحواض تربية الأسماك والنباتات، كلها تقدم لنا برامج تعليمية ميدانية خاصة من أجل أطفالنا الصغار، وتنظم بعض المجتمعات رحلات في مجموعات خاصة للأطفال الموهوبين، ويمكنك أن تجرب بعض هذه الأفكار، ومنها البحث عن:
- صحيفة محلية مجانية، ومجلات خاصة بالآباء مليئة وثرية بالأفكار المتعلقة بالأطفال الموهوبين وآبائهم.
- لوحات أو نشرات المجتمع والصحف من أجل دروس وبرامج الأطفال التي تقدمها المجموعات الثقافية ومجالس الفنون والآداب.
- في أماكن بيع الكتب اسأل مسؤولي مكتبات الأطفال عن قوائم القراءة الخاصة بالأطفال.
- محال بيع اللعب، فتش عنها، ستجد أنواعًا شتى من الألعاب والألغاز والمعدات (مثل النظارات المكبرة) التي تناسب الأطفال الموهوبين تمامًا.
- اسأل طبيب الأطفال أو طبيب العائلة أو مختصين صحيين آخرين عن كيفية التعرف مبكرًا على الموهبة والنصائح والمساندة والرعاية المستمرة.
- ابحث مع مقدمي الرعاية النهارية ومدرسي الأطفال في هذه السن، والوكالات المحلية التي تركز على الأطفال الصغار من أجل الحصول على المعلومات المفيدة.
- أيضًا يمكنك الاستفادة من دروس توعية الآباء التي تقدم في مناسبات مختلفة من خلال مناطق المدارس أو المستشفيات أو منظمات المجتمع.
- اسأل مدرسي المدارس الابتدائية عن المشروعات أو الألعاب التي يحبها الأطفال الصغار الموهوبون.
- باتصالك بمستشاري وعلماء النفس أو بالاختصاصيين الاجتماعيين في المدرسة يمكن أن يساعدوك في التمييز الرسمي للموهبة الأكاديمية ويقدموا نصائح مفيدة.
- اصحب طفلك في رحلة ميدانية تعرفه فيها بالفنون والعلوم والتاريخ الطبيعي.
- اجمع الأعمال الفنية والكتابات والمشاريع الأخرى التي تبرز موهبة طفلك. قد تكون هذه الأشياء مفيدة للمدرسين أو الأشخاص الآخرين الذين يريدون فهم مقدرات طفلك.
معرفة برامج الأطفال
ماذا يجب أن تعرف عن برامج الأطفال؟
لابد هنا من التركيز على شخصية المعلم، وهل هو متمرس في العمل مع الأطفال الموهوبين؟ وهل المدرس متفتح الذهن والتفكير. وبعض الأطفال قد يحتاجون إلى تحفيز إضافي لجعلهم راغبين ومهتمين؟ وعليك أن تعرف أيضًا هل للبرنامج نشاطات تعمل على تطوير التفاعل الاجتماعي وحل المشاكل، والتفكير المبدع الابتكاري؟
وهل الموارد التي تتحدى رغبات أو مواهب طفلك الخاصة متوفرة، ثم هل التسهيلات واضحة ومرغبة لطفلك؟